من يواسيني بمر عذابي *** في وحدتي وغربتي ومصابي
لا شيء ألقى في الحياة يسرني *** مثل الذي ألقاه من أتعابي
سايرت كل الناس حسب طباعهم *** فوجدت فيهم ندرة الأصحابِ
ورجوت أن ألقى صديقاً مخلصاً *** أفضي إليه من السرائر مابي
فوجدت أن الناس يصعب ودهم *** وتقل فيهم ميزة الأطيابِ
لا عجب فإن صلاتنا *** باتت على الأطماع والأسلابِ
والناس ضاقت بالهموم ولم تعد *** فيهم صفات الحب والأحبابِ
نسي الشقيق مع الزمان شقيقه *** وكأنهم في البعد كالأغرابِ
آه فالمصلحة مال ..فرق بينهم *** وقضى على الأرحام والأنسابِ
وعلاقة الأفراد فيما بينهم *** كعلاقة المتخوف المرتابِ
جربت حوا فإذ هي أفعى *** وقد كشرت عن الأنيابِ
وجربت آدم وإذ هو ذئب *** وكل الذي فوق التراب ترابِ
الصدق و الإخلاص قد زال عندهم *** وتنافر لأتفه الأسبابِ
أسفي أسفي أسفي على هذا الزمان *** فإنه أضحى لكل منافقاً عذابِ
فكرت في الانتحار يوماً *** فجائني رجلاً يسأل عن الأسبابِ
وقال بأن الحياة ملذة ولا تسأل *** فالذي جرى بك أهون من ما جرى بي
فالدنيا مطلب كل خاسر *** وما فاز من كان للدنيا راغبِ